تعرضت مصر للاحتلال منذ القدم من قبل العديد من الدول الكبرى، وذلك بفضل موقعها المميز وأرضها الخصبة ومواردها الوفيرة، التي جعلت منها مطمعاَ بين الدول الكبرى والحضارات المختلفة، من أجل استخدامها كمقاطعة تابعة لها، ومن أهم الدول التي استطاعت احتلالها فترة زمنية كبيرة وصلت إلى أكثر من 700 عام، وجعلت منها مقاطعة تابعة لها هي الإمبراطورية الرومانية.
متى فتح الرومان مصر
- أصبحت مصر (باليونانية العامية إيجيبتوس) مقاطعة رومانية بعد أن هزم القائد أوكتافيوس خصمه القائد أنطوني واستطاع قتله في معركة أكتيوم البحرية.
- حيث أطاح أوكتافيوس بعرش الملكة الفرعونية كليوباترا السابعة، ومنذ ذلك الوقت أصبحت مصر مقاطعة رومانية في 30 ق. م.
- لاسيما استطاع بعد تحقيق الانتصار ضم المملكة البطلمية إلى حكم الإمبراطورية الرومانية.
- ولاسيما شملت جميع مناطق مصر الحديثة ما عدا شبه جزيرة سيناء.
- في ذلك الوقت أصبحت مصر منتج أساسي للحبوب وسلة غذاء كبيرة للإمبراطورية الرومانية.
- فهي كانت أغنى المقاطعات الرومانية التابعة للإمبراطورية، واغني مقاطعة رومانية متواجدة خارج حدود إيطاليا.
انسخ هذا الرمز والصقه في موقعك الإلكتروني.
شاهد أيضاً: بحث عن البيئة الصناعية في مصر
كيف أصبحت مصر تحت الحكم الروماني
- وفي سياق الحديث عن مصر تحت الحكم الروماني حكمت الدولة البطلمية مصر بعد أن أنهت حروب الإسكندر الأكبر على الأسرة الحادية والثلاثون في ذلك الوقت، والتي تعرف باسم مصر الأخمينية.
- وبعد اغتيال القائد البطلمي يوليوس قيصر في عام 44 ق.م، انحازت المملكة البطلمية.
- التي حكمت منذ 305 وحتى 30 ق. م إلى القائد مارك أنطوني.
- ولقى مصرعه هو وكليوباترا السابعة على يد أوكتافيوس المعروف باسم أغسطس القائد الذي أصبح أول إمبراطور روماني في عام 27 ق. م.
- وبعدها استطاع ضم مصر ذات الحكم البطلمي بكافة مؤسساتها إلى الإمبراطورية الرومانية، في حين ظلت بعض العناصر البيروقراطية.
نظام الحكم في العصر الروماني في مصر
- وفي سياق الحديث عن مصر تحت الحكم الروماني ظلت مصر تابعة للإمبراطورية الرومانية من الفترة 305 – 30 ق. م.
- واعتمد الإمبراطورية على توطيد سلطتها وسيطرتها على مصر من خلال القوة العسكرية.
- لاسيما أقامت الثكنات والحاميات العسكرية في جميع أنحاء البلاد، منها حامية.
- موجودة شرق الإسكندرية وأخرى عرفت باسم حامية بابليون وحامية أسوان وغيرها.
- ويذكر أن حكم مصر في ذلك الوقت كان يتم من خلال إرسال والي من خلال الإمبراطورية ينوب عنه، على أن يكون مقره الإسكندرية.
- وظيفته الأساسية هي الهيمنة على إدارة شؤون البلاد، فهو المسؤول المباشر عن البلاد أمام الإمبراطور.
- وكانت مدة والي مصر قصيرة، كي لا يستقل نهائيا بحكم مصر، مما جعله ينصب بشكل مباشر.
- على مصالحه الشخصية وجمع المال له، بدلاَ من الاهتمام بمصالح البلاد.
- مما حرم المصريين من الحصول على حريتهم في الاشتراك في إدارة البلاد، وجعلهم كالغرباء في وطنهم.
- فضلاَ عن منعهم بشكل نهائي من الانضمام إلى الجيش، حتى لا تسنح لهم الفرصة في تكوين صفوف مقاومة ضد الرومان وضد الإمبراطورية.
- ولم يكن أمام المصريين مفر سوى الرضوخ أمام الحكم الروماني، على الرغم من قيام المصريين بالعديد من الثورات ضد هذا الحكم.
- وكان أشهر هذه الثورات على الإطلاق ثورة حرب البولي أو حرب الزرع، نسبة إلى منطقة في شمال الدلتا.
- وكانت هذه الثورة في عهد الإمبراطور ماركوس أوريليوس، وكادت أن تنجح وتصبح مدينة الإسكندرية في قبضة الثوار.
- إلا أن الإمبراطورية استطاعت إرسال إمدادات رومانية من خلال سوريا لتحبط الثورة وتتمكن من السيطرة على البلاد مرة أخرى.
شاهد أيضًا: موضوع تعبير عن الأهرامات كامل
إقرأ أيضا:موضوع تعبير عن الصلاة واهميتها بالعناصر الكاملة 2025الحياة الاقتصادية في العصر الروماني
- ومن خلال التعرف على مصر تحت الحكم الروماني اعتبرت الإمبراطورية الرومانية مصر في ذلك الوقت البقرة الحلوب، التي تدر لها الخير الوفير، والإنتاج الذي تحتاج إليه دون تعب أو مجهود.
- فقد كانت كافة نظم الإدارة الرومانية في البلاد قائمة على استغلال ثروات وأموال المصريين من المزارعين والتجار والصناعة.
- مما أدى إلى هجرة العديد منهم أراضيهم ومصانعهم ومزارعهم، مما أدى إلى تدهور الاقتصاد بعد ازدهارها.
- كذلك أدى إلى تأخر الزراعة بسبب الاستغلال وقلة الموارد، وقسوة الحكم على الفلاحين وابتزازهم.
- بالإضافة إلى نظام الضرائب القاسي الذي كان يفرض على أصحاب المصانع.
- ويجب دفع الضريبة قبل خروج المنتجات والبضائع من المصنع.
- كما كان يوجد العديد من الضرائب المختلفة مثل ضريبة سنوية يتم جمعها على الحيوان.
- وضريبة على الأراضي الصالحة للزراعة والتي يمتلكها الفلاح.
- فضلاَ عن ضرائب يتم جمعها نتيجة المرور من النيل، فقد كان التجار يقومون بالتجارة من خلال المرور من نهر النيل.
- وضريبة التاج، التي يدفعها المصريون كرهاَ من أجل شراء تاج الإمبراطور عند صعوده على العرش.
- بالإضافة إلى ضريبة على السفن، والأسواق، والحمامات العامة، وأثاث المنازل، وبيع الأراضي.
- ومن كان يرفض الدفع ويمتنع يتم القبض عليه للعمل في السخرة (أي حفر الترع وتطهيرها).
مظاهر الحياة الاجتماعية في العصر الروماني
- استكمالاً لحديثنا عن مصر تحت الحكم الروماني لقد ظهر البناء الاجتماعي في مصر في ظل العصر الروماني على شكل هرمي، يأتي على قمة الهرم الرومان وهم الاقلية.
- أما الطبقة الثانية” الوسطى” فكانت من نصيب الإغريق واليهود وسكان المدن الأربعة.
- بينما كانت الطبقة الأخيرة وهي أغلب السكان مكونة من الطبقة السائدة من المصريين.
- طبقة الرومان كقمة الهرم: الذين حصلوا على امتيازات كبيرة جداَ داخل البلاد منها امتيازات مالية وأخرى قانونية.
- لم يفرض عليهم أي أعباء اقتصادية أو مالية،على الرغم من تقاضيهم أجور كبيرة جداً.
- كما أنهم حصلوا على المناصب العليا في البلاد مثل منصب الوالي، تكوين الجيش وغيرها من المناصب الكبرى في البلاد.
- الطبقة الوسطى: وهم الإغريق واليهود وسكان المدن الأربعة الذين تمتعوا بعدد من الامتيازات التي لا بأس بها، فقد تمكنوا من تكوين مجلس الشيوخ الخاص بهم.
- من أجل تسيير أمورهم التجارية والاقتصادية والمالية فيما بينهم، وكانت هذه الامتيازات.
- تسري على سكان المدن الأربعة وهم مدينة الإسكندرية، مدينة بطلمية، مدينة نقراطيس، وأيضا مدينة انطونيوس.
- الطبقة الأخيرة: طبقة عامة المصريين والفقراء والذين كانوا في قاع الهرم الاجتماعي.
- ولم يتمتعوا بأي امتيازات بل على العكس حرموا من ممارسة حريتهم السياسية في البلاد.
- وتمت معاملتهم في وطنهم كالعبيد، يدفعون الضرائب ويقومون بالزراعة والصناعة والتجارة من أجل خدمة الإمبراطورية الرومانية.
شاهد أيضاً: بحث عن التطابق للصف الأول الإعدادي
انسخ هذا الرمز والصقه في موقعك الإلكتروني.
إقرأ أيضا:مقدمة اذاعة مدرسية عن العلم والنجاح كاملة 2025
الحياة الدينية في ظل الحكم الروماني
- في بداية الأمر عمل الرومان على ترك حرية العقيدة والاعتناق للمصريين دون التدخل في ذلك.
- وفي هذا الوقت كانت مصر واحدة من الكثير من المدن التي تدين بالديانة الوثنية.
- وظلوا يتمتعون بهذه الحرية الدينية إلى أن ظهرت الديانة المسيحية في فلسطين.
- وكانت مصر من أوائل البلاد التي تسرب الدين المسيحي إليها على يد القديس مرقس.
- في منتصف القرن الأول الميلادي، وبدأ العديد منهم اعتناق الدين الجديد.
- وبدأ الدين الجديد ينتشر كالنار في الهشيم بداية من الإسكندرية وحتى باقي أنحاء مصر، مما أثار ذعر الإمبراطورية الرومانية، من ترك المصريين الوثنية وأعتقد المسيحية.
- خاصةً وأن الوثنية كانت الدين الرسمي للإمبراطورية، مما جعلها تبدأ في اضطهادهم.
- بصورة منتظمة ومستمرة، وكان في عهد الإمبراطور سيفيروس عام 193-211 م.
- والجدير بالذكر أن الاضطهاد وصل ذروته القصوى في عهد الإمبراطور دقلديانوس عام 284 – 305 م.
- وسمي عصره بعصر الشهداء بسبب عدد الشهداء الذين ضحوا بحياتهم وقدمتهم البلاد من أجل حماية عقيدتهم المسيحية.
- ويذكر أن الإمبراطور قسطنطين الأول اعترف بالمسيحية كدين للمصريين في عام 306 – 366 م، مما ساعد على تخفيف العذاب والاضطهاد عليهم.
- وأصدر الأمير ثيودوسيوس الأول عام 378 – 381 م، مرسوما يعلن خلاله أن المسيحية هي الدين الرسمي الوحيد لكافة أنحاء الإمبراطورية.