مرض السكري أحد الأمراض التي أصبح هناك الكثير من الأشخاص يصابون بها في هذه الفترة، وهو يدل على ارتفاع نسبة سكر الجلوكوز في الدم، وينتج عنه الإصابة بالكثير من المضاعفات التي قد تكون خطيرة خاصةَ إذا تُرك دون علاج لفترة طويلة.
كيف اكتشف العلماء مرض السكر
علم الناس الكثير من المعلومات عن مرض السكري منذ الكثير من السنوات، حيث تم ذكره أول مرة في عام 1552 ق.م، فذكر عنه الطبيب الفرعون حسي رع أن كثرة التبول هي واحدة من العلامات الدالة على وجود أحد الأمراض الغامضة التي تصيب الشخص بالهزال والضعف، كما لاحظ العلماء أن حشرات النمل تنجذب إلى بول هذا الشخص.
وفي عام 150 ميلاديًا قال الطبيب اليوناني أراتيوس بأن السكري هو مرض ذوبان اللحم والأطراف في البول، ومنذ هذا الوقت عمل الأطباء على فهم مرض السكري بصورة أفضل.
وبعد مرور عدة قرون قاموا بوضع بعض الأشخاص في مهنة تعرف باسم متذوقي الماء لمعرفة إذا كان الشخص مصاب بالسكري أم لا.
ويتم هذا من خلال تذوق البول، وفي حالة كان البول حلو المذاق يشخص بأنه مريض سكري، وهذا ما أكده متايو دبوسون في عام 1776 م، ولم تتطور الطرق التي يتم التشخيص بها حتى القرن التاسع عشر.
إقرأ أيضا:مالفا Malva غسول مهبلي – موقع بداكر 2025لا يفوتك أيضًا: أقراص أموفاج (Amophage) لعلاج مرض السكر
سبب تسمية البوال السكري بهذا الاسم
بعد أن اكتشف العلماء مرض السكري أطلقوا عليه بوال السكري، وهذا لأن مرضى السكري لوحظ عليهم كثرة التبول، هذا بجانب أن طعم البول يكون حلو بسبب احتوائه على نسبة كبيرة من سكر الجلوكوز.
بالإضافة إلى ملاحظة مادة بنية اللون به، وعندما تمت ملاحظة هؤلاء المرضى وجد أن هناك الكثير من الأشخاص الذين يتوفون إثر هذا المرض، والبعض الآخر الذين يتعايشون معه كأحد الأمراض المزمنة، وقسم العلماء هذا المرض إلى العديد من الأنواع.
اكتشاف البنكرياس
استمرت جهود الأطباء حتى يقدروا على تحديد ماهية مرض السكري، حتى تمكن الطبيبان جوزيف ميرنغ وأوسكار مينكوفسكي بعام 1889 م في الوصول إلى حقيقة وهي أن البنكرياس هو العضو القادر على التحكم بمستوى السكر في الدم، وتم الوصول إليها عندما استئصلوا بنكرياس أحد الحيوانات الذي ظهر عليه جميع أعراض السكري.
هذا بالإضافة إلى وفاة هذا الحيوان بعد فترة قصيرة من الإصابة، مع استمرار الجهود وظهر دور العالم إدوارد شاربي في عام 1910 إلى إحدى الحقائق الأخرى والتي أكدت أن مرض السكري ينتج عن اختفاء واحدة من المواد الكيميائية التي يفرزها البنكرياس.
إقرأ أيضا:أمبولات ألبومين Albumin لعلاج نقص حجم الدم في الجسم 2025وعرفت هذه المادة باسم الأنسولين، واشتقت هذه الكلمة من الكلمة اللاتينية Insula والتي تعني جزر، وهذا لأن الخلايا التي تنتج الأنسولين في البنكرياس تظهر بصورة منغرسة في العضو.
التوصل إلى الأنسولين
قبل الوصول إلى الأنسولين عمل الأطباء قديمًا على منع المصابين به من تناول أي نوع من السكريات، ولكن هذا الأمر لم يكن العلاج الأمثل فهو لم يتمكن من منع وفاة الحالات المصابة به.
ومع حرص الأطباء على الوصول إلى العلاج الأفضل والقيام بالكثير من التجارب عمل الطبيب فردريك غرانت وتشارلز هربرت على استئصال البنكرياس لأحد الكلاب المصابة بالسكر.
ثم العمل على تجزئته إلى قطع أصغر، ثم تجميد هذه القطع وإضافة الماء والملح إليها، وعندما تصل إلى نصف المقدار من التجميد يتم تصفيتها وحقن الكلب المصاب بها.
وبعد مراقبة الكلب اكتشفوا بالفعل أن مستوى السكر انخفض بشكل ملحوظ، هذا بجانب أن الأعراض تحسنت بل اختفت تمامًا.
وعندما عرضت النتائج على ماكليود الأستاذ في جامعة تورنتو أخبرهم أن يتم إجراء بعض التجارب الأخرى حتى يتم إثبات صحة هذه النتائج.
ولكن عندما علما أن الكلاب المريضة لن يتمكنوا من علاجها بهذه الكمية من البنكرياس لجأوا إلى استخدام الماشية، وهذه النتيجة نجحت بصورة كبيرة وتم شفاء الكلاب جميعًا.
إقرأ أيضا:حقن بيراكتام (Peractam) دواعي الاستخدام والجرعة 2025وعندما ظهرت هذه النتائج قرر ماكليود دعم غرانت وهربرت بالمال والمكان الملائم، وأطلق على اسم المادة المكتشفة اسم الأنسولين، وبعد مرور المزيد من الوقت جاء الدور لاختبار هذه التجربة على الإنسان.
حيث جربا على أنفسهما أولًا وظهر عليهم الشعور بالدوار بسبب عملية الحقن، وبعد ذلك جرب كوليب المتخصص في علم الكيمياء الحيوية، وبحلول عام 1922 تم التجربة الأولى على ليونارد تومبسون بكندا.
ويقول هذا الشخص إنه كان قريب من الموت بسبب هذا المرض اللعين، ولكن بعد استخدام الأنسولين تمكن من استعادة صحته، وفي عام 1923 تم منح جائزة نوبل لماكليود وبانتنغ على جهودهم ولكن هربرت اعترض على عدم منح الجائزة لبانتنغ، وتم تقسيم الجائزة المادية عليهم جميعًا.
لا يفوتك أيضًا: دواء ميتفورمين (Metformina) لعلاج مرض السكر
اكتشاف أنواع مرض السكري
في عام 1936 م تمكن السير هارولد بيرسيفال التفرقة بين مرض السكري من النوع الأول والثاني، حيث كان لكل نوع منهما كيان خاص به، ويمكن أن نتعرف إلى الفرق بينهما في الآتي:
النوع الأول | النوع الثاني |
في هذا النوع يعمل الجهاز المناعي بإتلاف خلايا بيتا الموجودة بالبنكرياس لأسباب لم يتم الوصول إليها حتى الآن وتتم هذه العملية بصورة أسرع عند الأطفال ويمكن أن تصل إلى العديد من السنوات ويصيب هذا النوع الفرد في أي مرحلة عمرية. | في هذا النوع تتلف خلايا بيتا وفقًا لمجموعة من العوامل الوراثية وتكون غالبًا مدعومة بأحد العوامل الخارجية وتحتاج هذه العملية للكثير من السنوات لأنها بطيئة للغاية ويزيد خطر الإصابة به الأشخاص الذين يعانون من السمنة لأنهم يكونون أكثر عرضة للإصابة بخطر مقاومة الأنسولين. |
طرق تشخيص مرض السكري الحديثة
مع التطور العلمي الحادث بعد اكتشاف العلماء مرض السكري أصبح هناك الكثير من الطرق التي يمكن تشخيص الفرد بها أنه يعاني من مرض السكري، ويمكن أن نعرض هذه الطرق في الفقرات التالية:
1- تحليل الدم
توجد طرق عديدة لفحص الدم لتشخيص أعراض السكري من أي نوع، ومن أهم هذه الفحوصات الآتي:
- الفحص العشوائي لمستوى السكر في الدم.
- تحليل السكري أثناء الصيام.
في حالة كان الشخص مريض سكري من الممكن أن يطلب الطبيب المختص مجموعة من الفحوصات الإضافية حتى يتمكن من معرفة نوع السكري وتحديد العلاج الأنسب، وهذا لأن طريقة العلاج من الممكن أن تختلف وفقًا لنوع السكري.
2- الفحوصات المتبعة لاكتشاف الإصابة ببداية السكري
أوصت الكلية الأمريكية لعلم الغدد الصماء بضرورة عمل الفحوصات المعلن عنها لمرض السكري، خاصةً إذا كان للشخص تاريخ عائلي مع الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني أو الإصابة بمتلازمة الأيضية أو السمنة المفرطة
كما ينصح بضرورة الخضوع لهذه الفحوصات من قبل النساء اللاتي أصبن بسكري الحمل، ومن أهم هذه الفحوصات الآتي:
- فحص سكر الدم أثناء الصيام.
- فحص تحمل الجلوكوز.
لا يفوتك أيضًا: دواعي استخدام دياكويت لعلاج مرض السكري Diaquit
مرض السكري في وقتنا الحالي
بعدما توصل الأطباء إلى ماهية مرض السكري في وقتنا الحالي أصبح بإمكان أي شخص إجراء فحص السكري في البيت، وهذا لأن الأمر أصبح من الممكن التحكم به بكل سهولة
واستمر الأنسولين على كونه العلاج الأمثل للسكري من النوع الأول، ويقدر الأشخاص المصابون بالسكري من النوع الثاني الحد من مخاطر المضاعفات عن طريق اتباع التمارين الرياضية وتناول الأدوية التي وصفها لهم الطبيب واتباع النظام الصحي.
السكري هو أحد الأمراض التي يُصاب بها الكثير من الأشخاص، بالإضافة إلى أنه تم التوصل إليه منذ قديم الزمان، وبمرور الوقت أصبح من الممكن التعامل معه وإدارته بكل سهولة.