هل القولون يسبب ألم في الظهر؟ وما هي الأعراض الأخرى التي تُشير إلى الإصابة بمُتلازمة القولون العصبي؟ لا يخفى على أحد كون داء القولون العصبي وغيرها من الاضطرابات التي تُصيب هذا العضو تُعد من أكثر الأمراض التي يُعاني منها الجهاز الهضمي شيوعًا وانتشارًا، وفي سبيل مُساعدتكم قررنا تعريفكم عما إذا كان هُناك علاقة بين آلام الظهر وأمراض القولون أم لا.
آلام الظهر والقولون العصبي
كثيرًا ما يتم الربط بين الإصابة بمُتلازمة القولون العصبي وما يشتمل عليه من اضطرابات وبين العديد من الأعراض التي لا علاقة بينها وبين بعضها البعض في الكثير من الأحيان، فهذه الحالة المرضية لها القُدرة على التسبب في العديد والعديد من الاضطرابات في الجهاز الهضمي ككل بشكل خاص وغيره من أنحاء الجسم على وجه العموم.
فلا تكتفي هذه المُتلازمة المُزعجة والمؤلمة على حدٍ سواء بالإضرار بالأمعاء، بل ينتج عنها في الكثير من الأحيان أعراض جانبية حادة ومؤلمة للغاية بعيدة تمام البُعد عنها.
من أكثر الأعراض التي تُصاحب الإصابة بالقولون العصبي غرابة هي آلام الظهر، فنعم.. هذه الحالة المرضية قد تتسبب في متاعب جمة واضطرابات كبيرة للظهر وخاصة الجُزء السُفلي منه، ولكن كيف يتم ذلك؟ وما هي العلاقة والعوامل التي لها القُدرة على الربط بين ألم الظهر والقولون؟
إقرأ أيضا:كانديزول Candizol لعلاج الأمراض الجلدية 2025قبل أن نتطرق إلى معرفة كيفية تسبب القولون بآلام الظهر وجب علينا تعريفكم باضطرابات القولون العصبي، فهذه الحالة المرضية تُعتبر مُزمنة وتُصيب الجهاز الهضمي وخاصةً الجُزء السُفلي منه، وهو ما يتسبب في ظهور العديد من الأعراض الجانبية والاضطرابات على الجانبين الهضمي والعصبي.
أبرز أعراض القولون العصبي
الإمساك الحاد | التقلصات | الانتفاخ |
الإسهال | الغازات | آلام حادة في الصدر |
ضيق التنفس | البُراز المُخاطي | امتلاء الأمعاء |
اضطراب حركة الأمعاء | عُسر الهضم | خفقان القلب |
كما أنه في بعض الأحيان لا تظهر أيةَّ أعراضٍ على الإطلاق على مرضى القولون العصبي، والجدير بالذكر أن هذا المرض يُعتبر شائع بشكل كبير على مستوى العالم أجمع.
فقد جاء في بعض الدراسات الأمريكية من المصادر الإحصائية أن نسبة تتراوح من 10 وحتى 20% من إجمالي البالغين مُصابين بالقولون العصبي، والجدير بالذكر أن للنساء نصيب الأسد من هذه الحالة المرضية، ففي الوقت الذي يُصيب فيه هذا الاضطراب رجل واحد يُصيب سيدتين اثنين.
لا يفوتك أيضًا: ما هي أعراض القولون العصبي عند النساء وطرق علاجها ؟
إقرأ أيضا:جلونيرفيا (Glonervya) دواعي الاستخدام والجرعة المناسبة 2025
كيفية تأثير القولون العصبي على الظهر
بعيدًا عن الأعراض الخاصة بالقولون العصبي والمُرتبطة بالجهاز الهضمي وغيرها من الأجهزة الداخلية الحيوية للجسم قد ينتج عن هذه المُتلازمة بعض الآلام الأخرى التي تُعتبر بعيدة عن منطقة جوف الإنسان في الواقع، فلهذه الحالة المرضية القُدرة على التسبب بآلام في كل ما يلي:
- الحوض.
- الفك.
- الرأس.
- العظام.
- العضلات.
- المفاصل.
- الظهر.
ألم الظهر بسبب القولون يتربع على عرش الأعراض الجانبية التي لا علاقة لها بالجانب الهضمي للقولون، وفي واقع الأمر لا يُعد ذلك غريبًا بالنسبة لنا فقط، بل للأخصائيين والعُلماء جميعهم تقريبًا، فحتى يومنا هذا ومع التطور العلمي والتقني الكبير في المجال الطبي لم يتم الوصول إلى الإصابة بشكل دقيق.
لكن أظهرت العديد من الدراسات والأبحاث المعملية والسريرية أن القولون يُسبب ألم في الظهر لنسبة تتراوح بين 28 وحتى 81% من إجمالي عدد المُصابين بهذه المُتلازمة، وذلك في الوقت الذي أرجع فيه بعض العُلماء احتمالية الشعور بآلام في الظهر إلى بعض الاضطرابات المرجعية التي تنشأ في مكان آخر.
إقرأ أيضا:ميرتي (Merti) دواعي الاستعمال والآثار الجانبية 2025هُنا تم الربط بين مُتلازمة القولون العصبي وألم الظهر بكون هذا العرض يُعتبر جانب خارجي وضلع ثالث من أضلاع اضطراب القولون.
بالبحث بشكل عميق حول هذا الموضوع تم الربط بشكل غير مُباشر بين آلام الظهر وبين الأعراض الرئيسية للقولون العصبي والجهاز الهضمي مثل الانتفاخ والغازات، بالإضافة إلى انحشار قطع البُراز الجافة في القولون والمُستقيم، وهو أكثر ما تم توجيه أصابع الاتهام إليه.
كما راح البعض إلى كون القولون لا يُسبب ألم في الظهر، بل ما يُصيب المرء من أمراض خلال المُعاناة من مُتلازمة القولون العصبي هو ما يقوم بذلك.
ففي الكثير من الأحيان يُعاني المرضى بالتزامن مع هذه المُتلازمة من الالتهاب الخلالي للمثانة بالإضافة إلى الفيبروميالغيا، الالتهابات العضلية الليفية وحتى التهاب المفاصل الروماتويدي، وهي حالات مرضية جميعها له القُدرة على التسبب بآلام في الظهر.
لا يفوتك أيضًا: احدث طرق علاج القولون العصبي
تغيير نظام الحياة لتقليل الألم
نعلم أن اضطرابات القولون العصبي من المُتلازمات المُزمنة التي من الضروري أن يتأقلم المرء عليها لكونها في الكثير من الأحيان تُلازمه طوال حياته، وفي إطار هذا الاعتياد أو التأقلم يقوم الطبيب المُختص ومُقدم الرعاية الطبية بتقديم بعض النصائح والتعليمات التي تُساهم في السيطرة بشكل كبير على هذه المُتلازمة.
الجدير بالذكر أن اضطرابات القولون العصبي تختلف من شخص إلى آخر، وهو ما ينتج عنه اختلاف كبير في الناحية العلاجية، لذا يتم وصف البرامج العلاجية والنصائح أو التعليمات التي يتم منحها لمرضى هذه الحالة بكونها شخصية تُلائم مريض بعينه دونًا عن غيره بعد التشخيص والفحص الدقيق.
لكن تجتمع وتشترك كافة البرامج العلاجية في الغاية الخاصة بها ألا وهي التحسين بشكل كبير من الحياة بشكل عام والأسلوب الذي يعيشه المرء بشكل يومي في سبيل تهوين الأمر عليه بقدر المُستطاع، وحتى يتم تحقيق هذه الغاية يتم اللجوء إلى مزيج من الاستراتيجيات في الخطة العلاجية الواحدة، وهو النهج الأفضل لوضع الخطط.
ينتج عن اتباع التعليمات التي ينص عليها الطبيب المُعالج لكبح جماح اضطرابات القولون العصبي التقليل بشكل كبير من الآلام التي قد يُعاني منها المرء في الظهر، ومن أكثر ما يُميز هذه الاستراتيجية العلاجية كونها لا تعمل على استهداف الظهر من الأساس بشكل مُحدد.
هذا ما يُجنب المرء في الكثير من الأحيان خطر اللجوء إلى العمليات الجراحية والتدخلات الطبية التي لها القُدرة على جعل المريض يتوجس خيفةً ويتهرب في الكثير من الأحيان من هذه الإجراءات، ومن أبرز هذه الوسائل العلاجية التي تحد من ألم الظهر بسبب القولون والمُتلازمة الهضمية بشكل عام كُل ما يلي:
1- المُمارسات الصحية التكميلية
تنتمي هذه المُمارسات التكميلية في المقام الأول إلى نوع من أنواع الطب البديل، وفيه يتم اللجوء إلى بعض التقنيات والاستراتيجيات الهامة التي تُساهم في الحد بشكل كبير من اضطرابات الجهاز الهضمي وما ينتج عنها من أعراض جانبية.
الجدير بالذكر أن لهذه التقنيات القُدرة بشكل كبير على الحد من مستويات القلق والتوتر، وهي العوامل التي ترتبط بشكل مُباشر بالقولون العصبي وتتسبب في تهيجه وتؤدي إلى آلام الظهر في نهاية المطاف، ومن أبرز تقنيات المُمارسات الصحية التكميلية التنويم المغناطيسي، وهو وفقًا للأبحاث والدراسات أكثر هذه المُمارسات قُدرة من ناحية التأثير على هذه الاضطرابات.
لا يفوتك أيضًا: علاج ضيق التنفس بسبب القولون العصبي
2- أساليب الحد من التوتر
زيادة التوتر في الكثير من الأحيان تعني الاضطراب الزائد للقولون العصبي، وهو ما ينتج عنه آلام أكبر ومُضاعفات أكثر شِدة وحِدة، وهذا لا يقتصر على الجهاز الهضمي وما يُصيبه من اضطرابات فحسب في واقع الأمر، بل هي الطبيعة الغريزية للإنسان، الشعور بالتوتر يزيد بشكل كبير من الاضطرابات التي تُعاني منها.
الجدير بالذكر أن هُناك بعض الأنظمة والعمليات الجسدية التي تتواجد في الجسم بشكل طبيعي ونقوم بها بشكل دوري مُتكرر، حيث إن لها القُدرة على تقليل التوتر، وذلك عن طريق إطلاق العنان لبعض الأجهزة الحيوية في الجسم مثل الجهاز التنفسي، فالتنفس العميق يُعد الاستراتيجية الأبرز للحد من التوتر والقلق.
كما أن تنشيط العقل الباطن وغير الواقع عن طريق التأمل يتسبب في الكثير من الأحيان بالشعور بالاسترخاء والراحة بشكل كبير، وفي هذا الصدد هُناك العديد من الاستراتيجيات أبرزها التخيل الموجه، ويتم فيه التركيز قدر المُستطاع على فكرة واحدة تُهمك وتشغل بالك إلى حد كبير.
جاء في بعض الدراسات العلمية والأوراق البحثية التي لاقت اهتمامًا كبيرًا في الوسط الطبي النفسي والبدني على حدٍ سواء أن النوم وجعل العضلات تسترخي يحد بشكل لا يُصدق مما يشعر به المرء من ألم في الظهر بسبب القولون، وفي الوقت ذاته المُمارسة السليمة والصحية للرياضات لها نفس التأثير.
الفكرة هُنا هي الراحة والحد من التوتر، وفي سبيل الوصول الجسدي لذلك يُمكن إراحة العضلات أو إجهادها بشكلٍ منطقي ومقبول جسديًا يعزز من القُدرة البدنية الخاصة بك، وهذا بسبب الهرمونات التي يتم إفرازها في الحالتين.
بشكلٍ عام كثيرًا ما ينصح الأخصائيون بمُمارسة رياضات بعينها مثل السباحة، المشي، الركض وركوب الدراجات، كما أن للتدليك دور كبير في تقليل ألم الظهر بسبب القولون وغيرها من العوامل الأخرى.
3- تغيير النظام الغذائي
على الرغم من ارتباط تهيج القولون العصبي في الكثير من الأحيان بما تتناوله إلا أنه لا يُوجد نظام غذائي مُحدد لمن يُعانون من هذه الحالة المرضية والاضطرابية، ويرجع السبب وراء ذلك إلى اختلاف مُهيجات هذه الاضطرابات من شخص لآخر، فهُناك إجماع على كون البقوليات مثلًا تُعزز من آلام القولون.
ذلك في الوقت الذي يُعاني فيه البعض من اضطرابات هضمية نتيجة شُرب الحليب ومُنتجات الألبان مثلًا على الرغم من كون شريحة من مرضى القولون العصبي يتناولون الحليب وكافة المُنتجات الأخرى بشكل طبيعي، وبشكلٍ عام هُناك بعض الثوابت في الجانب الغذائي التي تُساهم في الحد من اضطرابات القولون العصبي أو تزيد منه، وتأتي هذه المأكولات على النحو التالي:
قُم بتناول… | تجنب تناول… |
الرُز البُني | المأكولات المقلية |
الشعير | المياه الغازية والصودا |
الفاصولياء | المُنبهات مثل القهوة والشاي |
الحبوب | الشوكولاتة |
الألياف القابلة للذوبان في الماء | السُكريات |
لا يفوتك أيضًا: نظام غذائي لمرضى القولون العصبي
4- احرص على الترطيب المُستمر للجسم
شُرب الماء من أكثر ما يُساهم بشكل كبير في الحد من آلام الظهر الناتجة عن القولون العصبي، ففي الكثير من الأحيان ينتج عن الإصابة بهذه المُتلازمة بعض الاضطرابات المعوية مثل الإمساك والإسهال، وفي واقع الأمر يُساهم الماء في الحد من خطرهما على حدٍ سواء.
فعند الإمساك يُساهم شُرب احتياجك اليومي من الماء في زيادة حجم البُراز وترطيبه، وهو ما يزيد من حجمه ويجعله لين بشكل كبير، هذا ما يزيد من سهولة إخراجه، ما يحميك من خطر تراكم البُراز وانسداد الأمعاء، كما أنه في الكثير من الأحيان يُؤدي الإمساك الحاد إلى ثقب القولون وقصور وظائف الكلى، ناهيك عن تأثُر المسالك البولية.
أما فيما يخص الإسهال فتصل بعض الحالات إلى إخراج الفضلات بشكل مائي، وهو ما يتسبب في الجفاف في الكثير من الأحيان، وحينها عدم قيامك بتعويض هذه الكمية الكبيرة من المياه المفقودة قد يتسبب في حدوث مُضاعفات أكبر وأسوأ من ألم الظهر بسبب القولون العصبي مثل صدمات نقص حجم الدم، الفشل الكلوي، والغيبوبة التي قد تؤدي إلى الموت.
الجدير بالذكر أنه في بعض الأحيان يلجأ الأطباء إلى إدخال بعض العقاقير الطبية التي لها القُدرة على الحد من ألم الظهر بسبب القولون في الاستراتيجيات والبرامج العلاجية، ومن أكثر العقاقير التي تُساهم في ذلك هي مُضادات الاكتئاب، ولكن هذا يقتصر على البعض منها، فهُناك أنواع تجعل حالتك أسوأ بكثير.