الحياة هي الهدف فبمقدار قرب الإنسان من أهدافه يُقاس مدى نجاحه في شؤون حياته المختلفة، مما يجعل مهارة تحديد الأهداف الشخصية ضرورة ماسة لكل فرد في المجتمع، وتُعرف بأنها المهارة التي تستدعي رسم خطة وسيناريو مثالي لأمر ما، ثم تُحدد نتائج هذا السيناريو بأنه معيار النجاح في ذلك الأمر، والذي يسعى إليه الفرد بعد ذلك لتحقيقه.
مهارة تحديد الأهداف الشخصية
يُعتبر تحديد الأهداف الشخصية هو المرحلة الأولى لأي عملية ناجحة سواء كانت شخصية أو مهنية أو غير ذلك؛ حيث يسهل على صاحب الهدف التحكم في ذاته وتنظيم أموره، مما يزيد من تحكمه بمسار خطته وتخطي العقبات سواء كانت (داخلية كانت أو خارجية) وبالتالي وصوله للهدف المنشود.
مما يزيد من إيجابياته ورغبته في تحقيق المزيد من الأهداف؛ حيث تترتب القدرة على إدارة الوقت والدقة في أداء المهام على تحديد الهدف المرجو، فإن وضع إطار زمني لتحقيق النتائج المرغوبة يصبح ضرورة ونتيجة في ذات الوقت للوصول للهدف المراد تحقيقه.
شاهد أيضًا: أفضل طرق تطوير المهارات الشخصية
تحديد الأهداف وأثره في بناء الشخصية
وضع الأهداف والالتزام بها دور كبير في بناء شخصية الفرد، لأن السعي الدؤوب للوصول للهدف يطور كفاءة الفرد الذاتية، بجانب تطوير الفرد مهاراته وقدراته من أجل تحقيق هذه الأهداف، بينما يقوم النجاح في الوصول للأهداف بتعزيز ثقة الفرد في نفسه وفي قدراته، مما يشجعه على تحديد المزيد من الأهداف والسعي إليها والذي يضيف بدوره إلى ثقة الفرد مرة أخرى.
إقرأ أيضا:هل تعلم عن جان جاك روسو قصير للإذاعة المدرسية 2025التوازن في تحديد الأهداف
يجب على أهداف الفرد ألا تكون متمحورة حول جانب واحد من جوانب حياته المتعددة؛ فعلى الفرد أن يوازن بين جوانب حياته المختلفة، فالنجاح لا يأتي من جانب دون الآخر، ولكي يوازن الفرد بين جوانب حياته ويحقق النجاح المنشود ينبغي التركيز على خمسة أركان في حياته:
- جوانب حياته الشخصية وعلاقته مع نفسه ومع العائلة والأصدقاء ونحوه.
- الجانب الروحاني الذي يشمل العلاقة مع الخالق باختلاف الديانة.
- الجانب الوظيفي الذي يشمل تطوير الذات وتعلم المهارات المطلوبة بهدف التقدم في المركز الوظيفي.
- الجوانب المادية التي تترتب في الاستثمار والتصريف الذي يؤمن الاستقرار المالي والتخطيط للتقاعد.
- الجانب الصحي ويشتمل على الصحة الجسدية والنفسية على حد سواء.
- لابد من إدراك أن القصور في أحد هذه الجوانب سيؤثر بالسلب على الجوانب الأخرى، مما يُعيق الوصول للهدف المنشود.
كيف تحدد الهدف المنشود
تحديد الهدف يجب أن يضع الفرد لنفسه نطاق زمني كشهر أو سنة أو عشر سنوات حتى، يتم فيه التصور الكامل لجوانب الحياة في ذلك النطاق وتحديد النتائج المرغوبة المترتبة على الالتزام بتلك الجوانب، وبذلك يكون قد قام بتحديد الهدف.
إقرأ أيضا:شرح البدل وكيفية إعرابه بشكل مبسط 2025قد يحتاج الفرد إلى التقييم من فترة لأخرى خلال النطاق الزمني الذي وضعه لنفسه والتعامل مع التقصيرات، وإضافة التحسينات إلى مخططاته من أجل تسهيل الوصول إلى الهدف في نهاية النطاق الزمني الموضوع.
شاهد أيضًا: ما هو اختبار تعزيز المهارات
عوائق تمنع الفرد من تحديد أهدافه
التسويف
- يُعتبر العدو الأول للهدف؛ فإن بتأجيل الفرد لمهامه يكن غير قادر على الخوض في طريقه لتحقيق أهدافه.
- كما يرى بعض العلماء أن التسويف هو إحدى وسائل الهروب من المسئولية إلى أجل غير محدد.
- قد ينتج عنه شعور بالذنب وأزمات تزعزع ثقة الفرد بنفسه.
- لذلك يتوجب على الفرد ألا يستسلم للتسويف ويواصل السعي إلى أهدافه.
الكسل
- هو ترك الأمور على حالها دون الاهتمام بتجديدها أو تطويرها.
- هو عدو النجاح الأول فهو يؤدي إلى التراخي والتأخر في الدراسة والوظيفة وغيرها من المجالات، وله توابع سيئة على الصحة والعلاقات الاجتماعية.
مواصفات الهدف المثالي
الهدف الشخصي المثالي له عدة مواصفات يُفضل توافرها لضمان النجاح وسهولة الوصول إليه:
- أن يرضي الهدف الطموح الذاتي للفرد.
- أن يكون الهدف واقعي وقابل للتحقيق في حضور الإمكانيات الحالية.
- لا بد أن يكون الهدف مرن وقابل للتصور.
- أن يكون الهدف قابل للقياس لمعرفة مقدار التأخر عنه أو التقدم إليه.
شاهد أيضًا: طرق تنمية المهارات الشخصية للأطفال
إقرأ أيضا:المد ظاهرة تنشأ بسبب قوة الجذب بين القمر والأرض 2025كيفية تحقيق الهدف المنشود
يوجد ما يُعرف “الاستراتيجية المفتاحية” أو الطريقة العامة للوصول إلى الأهداف؛ وهي طريقة توجت بالنجاح مع الكثيرين من الباحثين عن النجاح، وتلك الطريقة تتمثل في:
- الرغبة الشديدة في هدفك والثقة الكاملة في قدرتك على تحقيق الهدف.
- كتابة الأهداف وتحديد النفع العائد عن تحقيق هذه الأهداف.
- تحديد الموضع الحالي والموضع المطموح إليه .
- رسم خطة عمل تُتيح الوصول إلى الهدف والالتزام بها.
- تصور أن الهدف قد تم تحقيقه وجني ثماره.
مهارة تحديد الأهداف الشخصية ووضعها في إطار زمني عملية واجبة على الفرد الراغب في تنظيم حياته وتحقيق أهدافه، والراغب في التحكم في جوانب حياته، وهي عملية مُعقدة تشتمل على هدف واحد طويل الأمد يحتوي على عدة أهداف قصيرة المدى، ويتم تحقيق الأهداف القصيرة المدى بشكل مستمر، مما يُعزز من قدرة الفرد ومكانته، ويسهل عليه الوصول لهدفه النهائي بنجاح.