ظهرت الحضارة المصرية القديمة في الشمال الشرقي لقارة أفريقيا، بما يعرف الآن باسم جمهورية مصر العربية، وقامت هذه الحضارة على ضفاف النيل، حيث اتبعت عصور ما قبل التاريخ وكانت تعرف باسم مصر العليا ومصر السفلي، ثم استطاعت أن تندمج خلال 3100 قبل الميلاد، بما يعرف بالتوحيد السياسي على يد الملك مينا موحد القطرين، وتعاقب على مصر سلسلة طويلة من الممالك المستقرة.
وكان يفصل كل مملكة عن الأخرى عدد من الفترات الغير مستقرة نسبيًا، والتي عرفت باسم الفترات الوسطية، وتميزت الحضارة المصرية القديمة بالعديد من الإنجازات في جميع المجالات التي جعلت منها مرجعًا للعالم كله منذ القدم وحتى الآن.
بداية الحضارة المصرية القديمة
- كانت جمهورية مصر العربية موطنًا كبيرًا لِأقدم الحضارات على مستوى العالم وهي الحضارة المصرية القديمة.
- كان اسمها في ذلك الوقت يعرف باسم Aegyptus حيث قامت على ضفاف النيل.
- ولكن في عام 5500 قبل الميلاد كانت منقسمة إلى مملكتين منفصلتين أطلق عليها المؤرخون اسم مملكة مصر العليا، ومملكة مصر السفلي.
- ولكن في عام 3100 استطاع الملك مينا أو نارمر توحيد المملكتين تحت حكم واحد ويتولى شؤونها، وتعتبر هذه كانت البداية الأولى لها.
- واستطاع نارمر تأسيس عاصمة جديدة لها عرفت باسم “ممفيس”، وكانت تقع في الشمال عند قمة دلتا النيل.
- وتطورت لتصبح أكبر المدن والمسيطرة على الحضارة المصرية والمجتمع المصري.
شاهد أيضًا: بحث عن البيئة الصحراوية في مصر متكامل الأركان
إقرأ أيضا:اذاعة مدرسية عن الرفق بالإنسان كاملة 2025تطورات الحضارة المصرية القديمة على مر العصور
مرت الحضارة المصرية القديمة بالكثير من العصور المتنوعة، التي أثرت بها كثيراً وساعدت على بناء الحضارة وهي:
- بدأت عملية الزراعة في وادي النيل حول ضفافه عام 5500 ق. م.
- توحيد المملكتين العليا والسفلي على يد الملك نارمر عام 3000 – 3500 ق. م.
- المملكة القديمة كانت عام 2650 ق. م.
- كذلك بدأت الحضارة المصرية القديمة في بناء أهرامات الجيزة عام 2575 ق. م.
- كما بدأت الفترة المتوسطة الأولى للحضارة عام 2150 ق. م.
- أما تاريخ المملكة الوسطى بدأ عام 2150 ق.م.
- عودة القوة والاتحاد لمصر كان عام 2074 ق. م.
- بينما الفترة المتوسطة الثانية لمصر واحتلال الهكسوس لشمالها كان عام 1759 ق.م.
- استطاعت المملكة الجديدة الانتصار على الهكسوس وطردهم وتوحيد مصر عام 1539 ق.م.
- أما عن الفرعون أخناتون استطاع القيام ببعض الإصلاحات الدينية في البلاد بين عامي 1344-1328 ق. م.
- تولى توت عنخ أمون حكم البلاد بين عامي 1327 – 1336 ق. م.
- وصلت الحضارة المصرية القديمة إلى قمة قوتها في عهد الملك رمسيس الثاني 1279 – 1213 ق. م.
- بدأ انحدار وتدهور المملكة الجديدة عام 1150 ق. م.
- تعرضت مصر لغزو النوبيين عام 728 ق. م.
- في حين تعرضت مصر لغزو الآشوريين عام 656 ق. م.
- استطاعت مصر الانتصار على الآشوريين وطردهم منها وإحياء مصر مرة أخرى من جديد عام 639 ق. م.
- جاء غزو الفرس على مصر عام 525 ق. م.
- قيام الإسكندر الأكبر بغزو مصر كان عام 332 ق. م.
- انتشرت اللغة اليونانية بمصر عام 303 ق. م.
- انتصر أوكتافيوس على كليوباترا وانطونيوس، لتصبح مصر تابعة للإمبراطورية الرومانية عام 30 ق. م.
أقسام تاريخ مصر القديمة
انقسمت حضارة مصر في تاريخ مصر القديمة إلى ست فترات متتالية وهي:
إقرأ أيضا:بحث عن الاتصال الكتابي المراسلات 2025المملكة القديمة من 2613-2181 ق.م
- تعتبر من الفترات التي شهدت تطوراَ كبيراً، حيث ظهرت الهندسة المعمارية وتطورت بشكل كبير.
- واستطاعت تشييد الكثير من المعالم الشهيرة منها الأهرامات الثلاثة (خوفو- خفرع – منقرع)، وتمثال أبو الهول، هرم سقارة المدرج الذي بني في عهد الملك زوسر.
الفترة المتوسطة الأولى 2081-2040 ق.م
حدث خلالها انحدار شديد في قوة وثروة مصر، بينما ظهرت قوتان مركزيتين هما:
- طيبة في مصر العليا، وهيراكونبوليس في مصر السفلى، حيث تقاتلت كل منهم من أجل الحصول على السلطة.
- ولكن سرعان ما اتحدت مصر تحت راية الملك منتوحتب الثاني ملك طيبة بعد هزيمة جيش هيراكونبوليس.
المملكة الوُسطى من 2040-1782 ق.م
- نشأت المملكة الوسطى بفضل الازدهار الذي نتج عن اتحاد مصر تحت راية ملك طيبة، وسمي ذلك العصر “بالعصر الكلاسيكي “.
- حيث أصبحت في ذروة قوتها، أنشأ أول جيش في عهد الملك أمنمحات، وبنيت الحصون من أجل حماية التجارة المصرية.
- وبعدها بدأت المشاكل الداخلية تزداد بالتدريج مما سهل غزو الهكسوس للبلاد، واستطاع السيطرة على جزء كبير من مصر السفلى.
الفترة المتوسطة الثانية 1782- 1570 ق.م
- بدأت بسيطرة الهكسوس على جزء من مصر السفلى، لكنهم أضافوا العديد من التحسينات في بعض المجالات.
- مثل العجلات الحربية، والعمل على السيراميك، والبرونز.
- وحاول المصريين خلال هذه الفترة القيام بحملات ضدهم إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل.
- حتى استطاع الملك أحمس الأول طردهم، وإعادة الحكم وتوحيدها من جديد تحت حكم طيبة.
المملكة الجديدة من 1570-1069 ق.م
- بعد أن قام أحمس الأول بطرد الهكسوس وتوحيد البلاد، عاد الازدهار، وتغير مصطلح الحاكم من ملك إلى فرعون.
- وبدأت البلاد في توسيع حدودها حتى شملت بلاد سوريا وفلسطين في الغرب، وصولاً لنهر الفرات في الشمال، وبلاد النوبة جنوباً.
- وفي عهد الملكة حتشبسوت زادت التجارة وتوسعت مع الدول الأخرى.
- تولى الحكم بعدها الملك تحتمس الثالث، وسار على نهجها، بالرغم من محاولاته للقضاء على أي ذكرى لها.
- ازدهر عهده كثيرا، وظهرت الرياضة، وتحسنت الخدمات الصحية.
- تم تخمير بعض الكحول من أجل علاج ما يقارب من 200 مرض.
- وزيادة الاهتمام بالصحة، وخاصة صحة النساء، وإنشاء الحمامات العامة من أجل النظافة والاستحمام.
- وصل أمنحوتب الرابع إلى العرش عام 1353 ق. م، وغير اسمه إلى أخناتون.
- وخلال هذه الفترة تعددت الآلهة مثل (إيزيس، اوزوريس، أمون)، وكانت عبادة أمون هي الأكثر شعبية.
- ولكن تخلي أخناتون ونفرتيتي عن هذه الآلهة، وقاموا بإصلاحات دينية قائمة على عبادة آلهة واحد.
- ثم نقل العاصمة من طيبة إلى العمارنة، ولكن بعد حكم ابنه توت عنخ آمون، قام بإعادتها إلى طيبة مرة أخرى.
- وبعده حكم الملك رمسيس الثاني، وخلال حكمه حدثت معركة قادش عام 1274 ق. م، التي انتصر فيها.
- وفي عهده تم توقيع أول معاهدة سلام في التاريخ، وعرفت باسم معاهدة قادش عام 1258 ق. م.
حكم رمسيس الثّالث من 1186-1155 ق.م
- اتبع سياسة رمسيس الثاني في الحكم، وحرص على حماية حدود مصر الساحلية من مطمع الغزاة لها بفضل قوتها الاقتصادية.
- حيث خاض آخر حرب ضد الغزاة وعرفت باسم معركة شوا عام 1178 ق. م.
- وانتهت بانتصار رمسيس الثالث، ولكن بعد وفاته حاول حلفائه الحفاظ على الإرث الذي تركه، واتباع سياسته.
- لكن مع استمرار مقاومة الشعوب في الأراضي المحتلة، واستيلاء كهنة المعابد على العديد من الأراضي المصرية.
- والأموال استمر حتى انهارت الحكومة المركزية في عهد رمسيس الحادي عشر.
- وفي عام 752 – 722 ق. م اتحدت مصر مرة أخرى تحت راية ملك الكوش، لكنها انهارت بعد غزو الآشوريين لها في عام 671 ق. م.
- ولكن تم بناؤها مجددا في عام 525 ق. م، وغزاها الفرس، واستمرت تحت الحكم الفارسي.
- حتى وصول الإسكندر الأكبر والسيطرة عليها في عام 332 ق. م.
- حرص الإسكندر الأكبر على تأسيس مدينة الإسكندرية، ولكن بعد وفاته في عام 323 ق.م، أسس بطليموس الأول دولة البطالمة.
- واستطاع أوكتافيوس هزيمة انطونيوس وقتله، وبعدها قتلت كليوباترا نفسها في عام 30 ق.م.
- لينتهي حكم البطالمة ويبدأ عصر جديد على مصر وتصبح تابعة للإمبراطورية الرومانية.
- ثم أصبحت تابعة للإمبراطورية البيزنطية من 527 وحتى 646 م، حتى فتحها المسلمون بقيادة عمرو بن العاص وأصبحت تابعة للخلافة الإسلامية.
إنجازات حضارة مصر القديمة
ظهرت إنجازات الحضارة المصرية القديمة في العديد من المجالات المختلفة، سواء في الزراعة والصناعة والتجارة والفن وغيرها:
إقرأ أيضا:موضوع تعبير عن العمل الجماعي للأسرة والمجتمع 2025نهر النيل
- تمحورت الحضارة القديمة حول نهر النيل، حيث ساعدها وفرة المياه العذبة والتربة الخصبة على البناء.
- لاسيما تطورها المزارعون، وابتكروا طرق جديدة للري، مما ساعدهم على إنتاج العديد من المحاصيل.
- كي تجني العديد من الأموال؛ لاستخدامها لبناء المعابد، والأهرامات.
- وتكوين الجيش ودفع ثمن الغزوات والمعارك، بجانب تطوير التجارة.
النظام الحكومي
- شمل النظام الحكومي آلاف الأميال من المملكة المصرية القديمة، وكان الفرعون هو الكاهن الأكبر لكل معبد في البلاد، وكان المسؤول الأول عن الجيش.
- ويشارك في المعارك والحروب، قسمت البلاد في ذلك الوقت إلى نحو 42 مقاطعة.
- كان الفرعون يقيم بشكل دائم في قصره، يخدمه رئيس الوزراء ومن حوله كبار الحكام والمسؤولين.
الحياة الدينية
- تعددت الآلهة في الحضارة المصرية القديمة، فكان هناك إله الشمس، وإيزيس، وأوزوريس، وامون.
- ولكنها مع مرور الوقت والعصور تغيرت، وكانت توضع الآلهة في مكان مغلق لا يراها أحد من الناس.
- إلا في بعض المناسبات المعينة، أما عبادة الناس في منازلهم كانت تقوم على تماثيل صغيرة.
- ربط القدماء المصريين التحنيط بالحياة في العالم الآخر، لذلك اهتموا بالتّحنيط للحفاظ على الجسد.
الحياة الاقتصادية
- يبدأ ازدهار اقتصاد الحضارة المصرية القديمة من الزراعة؛ حيث كانت المصدر الأول والأساسي لجني الأموال.
- أما التجارة: كان لنهر النيل الفضل الأكبر في عملية التجارة، لاسيما انتشرت الأسواق على ضفافه.
- كما استخدم لنقل العديد من البضائع والمحاصيل، خاصة أن تكلفة نقله أقل من النقل البري.
فن الكتابة والرسم
- ظهرت الكتابة الهيروغليفية في عام 3100 ق. م، وتمثلت في مجموعة من الرموز والرسوم.
- كي تعبر عن المعنى المنطوق وكلمة هيروغليفية هي كلمة يونانية مكونة من مقطعين هما “هيروس” بمعنى مقدس، و”غليفو” بمعنى الخط، أي الخط المقدس.
- كما اشتهر المصريون القدماء بالفن، وظهر ذلك في المعابد والمقابر، والجداريّات، وذلك لأنهم اعتقدوا في البعث بعد الموت.
- وتمثل الفن في التماثيل، والرسومات المحفورة على الجدران، الرسومات الهندسية وغيرها.
علوم الفلك
- اكتشفوا الدوائر الحجرية في الألفية الخامسة قبل الميلاد، واستخدموها في التنبؤ بالفيضان في وادي النيل، بجانب وضع نظام تقويم خاص بهم، ونظام الأبراج.
أهم آثار حضارة مصر القديمة
استطاعت الحضارة المصرية القديمة تشييد العديد من الآثار المميزة، والتي استمرت على مر العصور، ومن أهمها:
بناء الأهرامات
- تم تشييد الأهرامات بغرض دفن الفراعنة فيها كي ينعم بالحياة الأخرى بعد الموت، وحماية الآثار والكنوز من السرقة.
- وكانت عبارة عن قبور مبنية على شكل هرم من الحجر الجيري قاعدتها مربعة.
- ويذكر أنهم بنوا ما يقارب من 138 هرم، يتفاوتون في الأحجام، وكان أكبرهم هرم خوفو.
شاهد أيضًا: بحث عن ملك حفني ناصف كامل
تشييد المعابد
بنى المصري القديم المعابد كي يستخدمها الآلهة كمنازل لهم، وكان يوجد معبدين هما:
- معبد كولتس: يكون سكناَ لآلهة معينة، بينما معبد الجنائزية لعبادة الفراعنة الموتى.
- وبمرور الوقت زادت المعابد، وكان كل معبد يوضع بداخله تمثال خاص بالآلهة الذي يسكن فيه.
- حجر رشيد: تم اكتشاف حجر رشيد في عام 1799، واستطاع العالم الفرنسي جان فرانسوا شامبليون فك شفرته.
- والوصول إلى كافة أسرار الحضارة المصرية القديمة، واحتوى الحجر على ثلاثة خطوط مختلفة.
- تم ترتيبها من الأعلى إلى الأسفل، وتتمثل في الهيروغليفية، والديموطيقية، وأيضاً اليونانية.